مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
يعنى هذا البحث بدراسة، الدلالات النصيّة في المشهد التشكيلي العالمي المعاصر من خلال تقصي وتحليل مفهوم النصيّة في نتاجات الفن المعاصر، وتسليط الضوء على أهمية النص الفني التشكيلي بعدّه مفهوما فضفاضا يتعدى الصورة النمطية المشاعة، وكذلك الوقوف على المقاربات والمحمولات الدلالية التي تبحث في هذه المساحة المعرفية المهمة، وارتباطها بإشكالية قراءة وتحليل وفهم النصوص التشكيلية على المستوى الحسي والبصري بعدّها رسائل تتضمن معانٍ جمالية ومعرفية ملغزة لها قيمتها المفاهيمية المتشعبة والمنفتحة على خطاب الفكر المعاصر. لقد تضمن البحث أربعة فصول، احتوى الأول منها (الإطار المنهجي) على مشكلة البحث التي تمحورت حول التساؤل التالي: ماهي الدلالات النصيّة في المشهد التشكيلي العالمي المعاصر؟ ومن ثم تحددت أهمية البحث في كونها تسهم في رفد الدراسات الأكاديمية الفنية بمحتوى علمي يتعلق بمفهوم النصية في التشكيل المعاصر للوصول إلى فهم أشمل لتطبيقاتها في العمل الفني التشكيلي، أما هدف البحث فقد كان الكشف عن الدلالات النصيّة في التشكيل العالمي المعاصر. وقد اقتصرت حدود البحث الموضوعية على دراسة موضوع النصيّة في نتاجات فنون التشكيل العالمي المعاصر (تيارات ما بعد الحداثة الفنية التشكيلية)، في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا ما بين عامي2000- 2020م، ومن ثم فقد تم تعريف أهم المصطلحات التي وردت في سياق البحث، أما الفصل الثاني (الإطار النظري والدراسات السابقة) فقد جاء في ثلاثة مباحث، تناول الأول منها قراءة في مفهوم النصيّة، وتناول المبحث الثاني نظريات النص، فيما تطرّق المبحث الثالث إلى: أساليب العرض في التشكيل العالمي المعاصر(ما بعد الحداثة)، أما الفصل الثالث من هذه الدراسة فتضمن (إجراءات البحث) متمثلة بمجتمع البحث وعينته البالغة (5) نماذج، وأداة البحث وتحليل نماذج العيّنة، وينتهي البحث بالفصل الرابع الذي يتناول نتائج البحث واستنتاجاته، وكانت من أبرز النتائج التي توصل إليها البحث الحالي هي: إن الدلالات النصيّة تعبير واضح وجلي عن علاقات النص الداخلية وتركيباته المتعددة، يمكن من خلالها فهم خطاب النص الفني التشكيلي المنسجم ، وهي متعلقة بظاهر النص المحسوس والإيهامي حتى لو اتخذ النص وضعيات شكلية لا مألوفة أو لا منطقية. تظهر الدلالات النصية من خلال كشف المفاهيم المعاصرة المضمرة في جسد العمل الفني من خلال فهم طبيعة فضاء العرض والخطوط والمساحات والوحدات اللونية وما يرافقها من المجاورات الداعمة للنص سواء أكانت متعلقة بمفاهيم العمارة أو الفيزياء والبصريات أو الصوت بوصفها عناصر تسهم في نقل المعنى والدلالة. وتمخض عن البحث استنتاجات عدة كان من أبرزها: ١- إن الدلالات النصيّة في المشهد الفني المعاصر تتأثر بالبنى الشكلية المجاورة وبطبيعة الفعل الدرامي لطرفي التجربة الجمالية، أو جهتي (الإنتاج والاستقبال)، ومن ثم فإن تلك الدلالات تصبح فاعلة وحقيقية في تجربة التواصل الجمالي إذ يمكن بواسطتها تحديد قيمة الاعمال الفنية الاعتبارية المختلفة في التشكيل العالمي المعاصر