اختلاف المطالع وصيام يوم الشك (دراسة مقارنة)

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار التالي: 22 أبريل 2025
من المجلة العربية للعلوم

اختلاف المطالع وصيام يوم الشك (دراسة مقارنة)

ياسر سبتي جمعة
الملخص

أنزل الله تعالى قوله:  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ [البقرة: 189]. من بعد ما سألوا النبي : لم خُلقت الأهلة؟. جعل الله تعالى الأهلة مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم ولحجهم ومناسكهم وعدّة نسائهم وَحلِّ ديونهم، كما أخبر الله تعالى أن الحكمة فِي زيادة القمر ونقصانه زوال الالتباس عن أوقات الناس . فالأهلة: جمع هلال، وهو غرة القمر حين يراها الناس، سميت هلالا لأن الناس يهلون بذكر الله، ويذكرها، حين يرون، أي: يرفعون أصواتهم. والمواقيت: جمع ميقات بمعنى الوقت . والمطالع: جمع مطلع وهو موضع الطلوع او الظهور، ومن ذلك قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ اي منتهى الارض المعمورة من جهة الشرق، ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي، وهو موضع الطلوع او الظهور، ويقصد به هنا: موضع طلوع الهلال من الغرب. وقال عز وجل: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ فالصوم فرضٌ على كل مسلم ومسلمة، أوجبه الله تعالى في كتابه وافترضه على عباده، ومن المعلوم أن الشهر قد يكون تسعا وعشرين، وفيه أن الله تعبد عباده في الصوم برؤية الهلال لرمضان، أو باستعمال شعبان ثلاثين يوما، فالاعتبار في الصيام رؤية الهلال، وفيه تأويل لقول الله عز وجل: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ  [البقرة: 183].المراد شهود رؤيته أو العلم برؤيته، وفيه أن اليقين لا يزيله الشك ولا يزيله إلا يقين مثله؛ لأنه  أمر الناس، ألا يدعوا ما هم عليه من يقين شعبان، إلا بيقين رؤية واستكمال العدة، وأن الشك لا يعمل في ذلك شيئا، ولهذا نهى عن صوم يوم الشك، اطراحا لأعمال الشك، وإعلاما أن الأحكام لا تجب إلا بيقين لا شك فيه، وهذا أصل عظيم من الفقه، أن لا يدع الإنسان ما هو عليه من الحال المتيقنة، إلا بيقين من انتقالها، وقوله :«فإن غم عليكم فأكملوا العدد ثلاثين يوما» يقتضي استكمال شعبان قبل الصيام، واستكمال رمضان أيضا، وفيه دليل على أنه لا يجوز صيام يوم الشك، خوفا أن يكون من رمضان . بعد هذا التمهيد يطرح سؤالٌ: هل يجوز الاعتبار بصيام رمضان الرجوع للحساب الفلكي دون رؤية الهلال ؟. الاعتماد على الحساب الفلكي غير جائز؛ لأن المعول عليه في الصيام والافطار رؤية الهلال لقوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وفي الحديث عن النبي  قال:«صُوموا لرُؤيتهِ وأفطِرُوا لرُؤيتهِ( )». وقد نُقل الإجماع على أنه لا يجوز الاعتماد في الصيام على الحساب وأنه يجب الرجوع إلى الأهلة

الكلمات المفتاحية: الصيام يوم الشك الادلة
سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً

مجلات علمية