مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
غاية هذه الورقات مقاربة ظاهرة "إعادة الصياغة" وفق بعض المفاهيم اللسانية العرفانية ذلك أنها ظاهرة حاضرة في كل خطاب وهي ممارسة يومية قد لا نتفطن لها لإلفنا إياها شأنَ كثير من ظواهر اللغة، ولكنَّ حضورها اليومي جعلنا نوجّه البحث إلى إمكانية استثمارها في المجال التعليمي، فالمعلم يحتاج يوميا إلى أن يعيد صياغة ما قدمه لتلاميذه بأشكال مختلفة وبطرائق متعددة لأنَّ الأفهام لا تستوي في فهم الشيء بطريقة واحدة. وهذا المبحث نرى أن استثماره عرفانيا يمكِّن من تجاوز كثيرٍ من تعثُّرات الفهم عند التلميذ ولذلك حرصنا على أن نحلل الظاهرة عرفانيا وأن نستقرئ أنواع "إعادة الصياغة" في محاولة للإحاطة بمختلِف استعمالاتها وهي أنواع يفرضها سياق التحاور ويلجأ إليها المتحاورون لتحقيق غايات مختلفة في التواصل. ولعل مقاربة ظاهرة إعادة الصياغة من منظور اللسانيات العرفانية يسهِّل عملية "فهم الفهم" أي أن نفهم ما يقع في أذهاننا أثناء الفهم من عمليات عرفانية معقدة يمكن أن يعيننا فهمها على تجاوز كثير من حالات عدم الفهم عند التلاميذ.