مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار السابع: 19 أبريل 2022
من مجلة أنساق للفنون والآداب والعلوم الإنسانية

السِيمْيائية عِلم الْعَلامَات

منال بنت سلطان تركستاني
الملخص

* المقدمة

يُعد " دي سوسير " هو من أرسى أصول اللسانيات الحديثة وذلك في القرن العشرين، التي كانت تعتمد على المنهج الوصفي والثنائيات، ثم تطورت شيئًا فشيئًا فأصبحت لها أفكار، وأصبحت لها نماذج فطُورت وأثرت بمنهجيتها في الدراسات الإنسانية إلى حد استطاعت أن تبني نقدًا معاصرًا بنيويًا يؤثر في الدراسات الإنسانية، هذا النقد البنيوي ركز على محورين أساسيين وهما : الجانب السردي، والجانب السيميائي ، وما يعنينا في هذا البحث الجانب السيميائي ، "علم السيمائيات"  هو علم يُعنى بدراسة العلامات، وبهذا عرفها ، السويسري "فريناد دي سوسير" ، و"جورج مونان، و" كريستيان ميتز" و" تودروف" فالسيمائية تدرس العلامات و أنساقها سواءً كانت (علامات لسانية، أو علامات غير لسانية)؛ لأن للعلامات أهمية كبرى في تحقيق التواصل و تبادل المعلومات ، وربما نجد في بعض الكتب مصطلح السيمولوجيا بدلًا من السيمائية ، وهما مصطلحان لعلم واحد، ونشأ ذلك بسبب الازدواجية فقد شهد علم السيمياء ولادة أوروبية على يد "دي سوسير" وولادة أمريكية على يد"بيرس"  فالأمريكيون يستعملون " السيمولوجية " والفرنسيين والأوربيين وغيرهم يستعملون مصطلح السيميائية.

وبعد هذا الطرح، فموضوع البحث المتناول " المنهج السيميائي " ومما وقفت عليه من خلال الاستقراء في المنهج السيميائي يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على:-

١- تعريف السيمياء لغةً واصطلاحًا.

٢- التطرق لبوادر السيمياء في التراث العربي القديم.

٣- الكشف عن نشأة علمي السيمياء، والسبميولوجيا.

٤- معرفة الاتجاهات الرئيسية لعلم السيمياء.

إن من أهم الإشكالات التي ظهرت في المنهج السيميائي يتجلى بالأساس في تداخل المصطلحات وتشعبها واختلاف مضامينها؛ باعتبار أن موضوع السيميائية كبير ومتشعب يشمل جميع جوانب الحياة الإنسانية، ولذلك حاولت أن أُجيب من خلال هذا الموضوع على بعض التساؤلات، والتي تتمثل في تساؤلات البحث: -

١- ما سبب ظهور مصطلحي "السيمياء والسيميولوجيا" لعلم واحد؟ 

٢- ما الفرق بين السيميولوجيا عند "دي سوسير " والسيميائية عند "بيرس"؟

٣- إلى كم قسم انقسمت الدراسات السيميائية؟

٤- ما هي خصائص المنهج السيميائي، ومجالات التطبيق اليسميولوجي؟

ومن الدراسات السابقة التي تطرقت للمنهج السيميائي:-

١- المصطلح السيميائي بين الفكر الغربي والفكر العربي، (إعداد الطالبة: ليلى فالي، لنيل شهادة الماجستير، في جامعة محمد بو ضياف بالمسيلة، كلية الآداب واللغات، السنة الجامعية: 1436/ 1437ه)، ومن أهم الموضوعات التي تناولتها، " المصطلح السيميائي"، " وأهم اتجاهاته"، و " تعدد التسميات"، وتطرقت لـ “السيميائية وملامحها العربية " و " العرب والسيمياء"، و " الأصول الغربية للسيمياء وفوضى نقل المصطلح إلى العربية " وذكرت عدة نماذج للمنهج السيميائي الغربي.

٢- " السيميائية: أصولها ومناهجها ومصطلحاتها " (للدكتورة: سعدية موسى عمر البشير، ورقة علمية مقدمة لجامعة السودان للعلوم والكتنولوجيا، كلية اللغات، قسم اللغة العربية) ومن أهم الموضوعات التي تناولتها: تعريف المصطلح جهود العرب في هذا المجال، هدف السيميائية وأصولها الفلسفية، مبادئ السيميائية، المدارس والاتجاهات، السيمياء واللسانيات العربية المعاصرة، أعلام الغربيين، السيميائية واللغة، واستخدامات السيميائية، والمصطلحات السائدة في السيمائية، والتداولية وعلاقتها بالسيميائية.

ومن خلال دراستي للموضوع: اتبعت المنهج الوصفي التحليلي فيظهر ذلك بالبحث عن معرفة أسباب ظهور وإرهاصات المنهج السيميائي على يد "دي سوسير" ووصف المنهج السيميائي والسيميولوجي، وما هي التطورات التي جعلته منهجًا قائمًا بذاته عند الفيلسوف "شارل سندرس سبيرس" باعتباره المؤسس الحقيقي لهذا العلم. 

تحميل الملف PDF