مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار العاشر: 15 أغسطس 2022
من مجلة العلوم الإنسانية العربية

"التشبيه المقلوب" غلبة الفروع على الأصول عند البلاغيين

سمير كرجوج
الملخص

مقدمة

التشبيه الأصلي: هو أن يكون وجه الشبه في المشبه به أقوى وأوضح منه في المشبه، وذلك نحو قولك: زيد كالقمر في الجمال، يعني أن القمر هو الأجمل فأنت تُشبِّه المشبه وهو الأدنى بالقمر وهو الأعلى في الجمال، ولو أنك أردت أن تشبه علم زيد بالبحر تقول: زيد كالبحر علما، ولا شك أن البحر أكبر من حيث السعة من علم زيد، ومهما كان علم زيد واسعا فهو ضيق بالنسبة للبحر. لكن أحيانا الشاعر قد يعكس القضية، وعندها يريد أن يمدح الممدوح بمدح أعلى وأرقى بكثير، بحيث يجعله هو الأعلى في وجه الشبه، وعندها يصير التشبيه مقلوبا، فيشبه الأعلى بالأدنى، يعني في التشبيه الأصلي تقول علم زيد كالبحر، وفي التشبيه المقلوب تعكس وتقول البحر كعلم زيد، فيصير علم زيد واسعا جدا جدا، حتى صرت تشبه البحر به، وهذا ضرب من الخيال والبلاغة في نفس المتكلم، وهو يدل على قوة أغراض التشبيه في نفس المتكلم.

تحميل الملف PDF